الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.من مجازات القرآن في السورة الكريمة: .قال ابن المثنى: سورة هود (11):{الر} (1) ساكن، مجازه مجاز فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي، ومجازه في المعنى. ابتداء فواتح سائر السور.{الر كِتابٌ} (1): مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير، كقوله: هذا كتاب.{مِنْ لَدُنْ} (1) أي هذا قرآن من عند لدن ولدن ولدا سواء ولد.{لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ} (5) والعرب تدخل «ألا» توكيدا وإيجابا وتنبيها.{وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها} (6) كل آكل فهو دابة، ومجازه: وما دابة في الأرض و: {من} من حروف الزوائد.{وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} (8) أي إلى حين موقوت وأجل، وفي آية أخرى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} (12/ 45) أي بعد حين.{أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ} (8) ألا توكيد وإيجاب وتنبيه.{وَحاقَ بِهِمْ} (8) أي نزل بهم وأصابهم.{لَيَؤُسٌ كَفُورٌ} (9) مجازه: فعول من يئست.{وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ} (10) أي أمسناه نعماء.{وَيَقُولُ الْأَشْهادُ} (18) واحدهم شاهد بمنزلة صاحب والجميع أصحاب، ويقول: بعضهم شهيد في معنى شاهد بمنزلة شريف والجميع أشراف.{أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (18) مجازه: لعنة اللّه، و«ألا» إيجاب وتوكيد وتنبيه.{وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} (23) مجازه: أتابوا إلى ربهم وتضرعوا إليه، وخضعوا وتواضعوا له.{مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا} (24) مجازه: مثل الكافر وهو الأعمى الذي لا يبصر الهدى والحق ولا أمر اللّه وإن كان ينظر، وهو الأصم الذي لا يسمع الحق ولا أمر اللّه وإن كان يسمع بأذنه والمؤمن وهو البصر أي المبصر الحق والهدى، وهو السامع الذي يسمع أمر اللّه ويهتدى له، ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: مثل الفريقين كمثل الأعمى، ثم رجع الوصف إلى مثل الكافر ومثل المؤمن فقال: «هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا» أي لا يستوى المثلان مثلا، وليس موضع «هل» هاهنا موضع الاستفهام ولكن موضعها هاهنا موضع الإيجاب أنه لا يستويان، وموضع تقرير وتخبير:أن هذا ليس كذاك، ولها في غير هذا موضع آخر: موضع «قد»، قال: {هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} (76/ 1) معناها: قد أنى على الإنسان.{بادِيَ الرَّأْيِ} (27) مهموز لأنه من بدأت عن أبى عمرو، ومعناه:أول الرأى، ومن لم يهمز جعله ظاهر الرأى من بدا يبدو، وقال [الراجز]:[فلم يهمز جعلها من بدا، الذّراة الشّمط القليل في سواد، ملح ذرآنىّ: الكثير البياض وكبش أذرأ، ونعجة ذراء في أذنها بياض شبه النّمش].{فَعَلَيَّ إِجْرامِي} (35) وهو مصدر أجرمت، وبعضهم يقول: جرمت تجرم، وقال الهيردان السّعدىّ أحد لصوص بنى سعد: {الْفُلْكَ} (37) واحد وجميع وهى السفينة والسّفن مثل السلام واحدها السلامة مثل نعام ونعامة، وقتاد وقتادة: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها} (41) أي مسيرها وهى من جرت بهم، ومن قال: مجراها جعله من أجريتها أنا، قال لبيد: قوله: حرسا يعنى دهرا ويقال: مجرى داحس.{وَمُرْساها} (41) أي وقفها وهو مصدر أرسيتها أنا.{وَغِيضَ الْماءُ} (44) غاضت الأرض والماء، وغاض الماء يغيض، أي ذهب وقلّ.{الْجُودِيِّ} (44) اسم جبل، قال زيد بن عمرو بن نفيل العدوىّ:وقبلنا سبّح الجودىّ والجمد.{إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ} (54) وهو افتعلك من عروته، أي صابك، قال أبو خراش: تذكّر دخلا عندنا وهو فاتك من القوم يعروه اجتراء ومأثم.{إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها} (56) مجازه إلا هو في قبضته وملكه وسلطانه.{أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} (59) وهو العنود أيضا والعاند سواء وهو الجائر العادل عن الحق قال [الراجز]: يعنى من الإبل، ويقال عرق عاند، أي ضار لا يرقا، قال العجّاج: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} (61) أي ابتدأكم فخلقكم منها.{وَاسْتَعْمَرَكُمْ} (61) مجازه: جعلكم عمّار الأرض، يقال: اعمرته الدار، أي جعلتها له أبدا وهى العمرى وأرقبته: أسكنته إيّاها إلى موته.{قالُوا سَلامًا قالَ سَلامٌ} (69)، قالوا: لا يتمكن في النصب وله موضعان:موضع حكاية، وموضع آخر يعمل فيما بعده فينصب، فجاء قوله: قالوا سلاما، منصوبا لأن قالوا: عمل فيه فنصب، وجاء قوله «سلام» مرفوعا على الحكاية، ولم يعمل فيه فينصبه.{أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (69) في موضع محنوذ وهو المشوىّ، يقال: حنذت فرسى، أي سخّنته وعرّقته، قال العجّاج: {نَكِرَهُمْ} (70) وأنكرهم سواء، قال الأعشى: قال أبو عبيدة: قال يونس: قال أبو عمرو: أبا الذي زدت هذا البيت في شعر الأعشى إلى آخره فذهب فأتوب إلى اللّه منه، وكذلك استنكرهم.{وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} (70) أي أحسّ وأضمر في نفسه خوفا.{حَمِيدٌ مَجِيدٌ} (73) أي محمود ماجد.{عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ} (74) أي الذّعر والفزع.{مُنِيبٌ} (75) أي راجع تائب.{سِيءَ بِهِمْ} (77) وهو فعل بهم السوء.{هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ} (77) أي شديد، يعصب الناس بالشر، وقال [عدىّ بن زيد]: وقال: وقال: {يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} (78) أي يستحثون إليه، قال: {أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ} (80) من قولهم: آويت إليك وأنا آوى إليك أويّا والمعنى: صرت إليك وانضممت، ومجاز الركن هاهنا عشيرة، عزيزة، كثيرة، منيعة، قال: الطيس: الكثير، يقال: أتانا بلبن طيس وشراب طيس أي كثير.{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} (81) يقال: سريت وأسريت به، قال النابغة الذّبياني: ولا يكون إلا بالليل.{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} منصوبة لأنها في موضع مستثنى واحد من جميع فيخرجونه منهم، يقال: مررت بقومك إلّا زيدا وكان أبو عمرو بن العلاء يجعل مجازها على مجاز قوله: لا يلتفت من أهلك إلّا امرأتك فإنها تلتفت فيرفعها على هذا المجاز والسّرى بالليل، قال لبيد: {حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} (82) وهو الشديد من الحجارة الصّلب ومن الضرب، قال: وبعضهم يحوّل اللام نونا كقول النّابغة: يريد رفلّ.{منضوض} (82): بعضه على بعض: {مُسَوَّمَةً} (83) أي معلمة بالسيماء وكانت عليها أمثال الخواتيم.{وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ} (84) مدين لا ينصرف لأنه اسم مؤنثة، ومجازها مجاز المختصر الذي فيه ضمير: وإلى أهل مدين، وفي القرآن مثله، قال: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} (12/ 82) أي أهل القرية «وسئل العير» أي من في العير.{وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا} (92) مجازه: ألقيتموه خلف ظهوركم فلم تلتفتوا إليه، ويقال: للذى لا يقضى حاجتك ولا يلتفت إليها: ظهرت بحاجتي وجعلتها ظهريّة أي خلف ظهرك وقال: أي من الذين يظهرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم.{أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ} (96) مجازه: بعدا لأهل مدين، ومجاز «ألا» مجاز التوكيد والتثبيت والتنبيه ونصب «بعدا» كما ينصبون المصادر التي في مواضع الفعل كقولهم: بعدا وسحقا وسقيا ورعيا لك وأهلا وسهلا.{الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} (99) مجازه مجاز العون المعان، يقال: رفدته عند الأمير، أي أعنته وهو من كل خير وعون، وهو مكسور الأول وإذا فتحت أوله فهو القدح الضّخم قال الأعشى:........................................................{غَيْرَ تَتْبِيبٍ} (102) أي تدمير وإهلاك وهو من قولهم: تبّبته وفي القرآن: {َبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ} (18/ 1) ويقال: تبّا لك.{عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (109) أي غير مقطوع، ويقال: جذذت اليمين أي الحلف، «جذّ الصّليّانة» أي حلف فقطعها ومنه جذذت الحبل إذ قطعته، ويقال: جذّ اللّه دابرهم، أي قطع أصلهم وبقيّتهم.{فِي مِرْيَةٍ} (110) أي في شكّ، ويكسر أولها ويضمّ، ومرية الناقة مكسورة وهى درّتها، وكذلك مرية الفرس وهى أن تمرية بساق أو زجر أو سوط.{وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (113) أي لا تعدلوا ولا تنزعوا إليهم ولا تميلوا، ويقال: ركنت إلى قولك أي أردته وأحببته وقبلته، ومجاز «ظلموا» هاهنا: كفروا.{وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} (115) أي ساعات وواحدتها زلفة، أي ساعة ومنزلة وقربة ومنها سميت المزدلفة، قال العجّاج: سماوته: شخصه وسماوة الرجل شخصه، ووقع، طىّ على ضمير فعل للمطى فيصير به فاعلا.{فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ} (117) مجازه: فهلا كان من القرون الذين من قبلكم ذووا بقية، أي يبقون و{يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ} منصوب لأنه استثناء من هؤلاء القرون وهم ممن أنجينا، ومجازه: مجاز المختصر الذي فيه ضمير: فلولا كان من القرون الذين كانوا من قبلكم.{ما أُتْرِفُوا فِيهِ} (117) أي ما تجبّروا وتكبّروا عن أمر اللّه وصدّوا عنه وكفروا، قال: الممتاد من ماد يميد. اهـ. .قال الشريف الرضي: ومن السورة التي يذكر فيها هود عليه السلام:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.[سورة هود: آية 1] {الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)}قوله تعالى: {الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [1] وهذه استعارة. لأن آيات القرآن لما ورد في بعضها ذكر الحلال والحرام، واستمرت على ذلك بين وعد مقدم، ووعيد مؤخر، ونذارة مبتدأ بها، وبشارة معقب بذكرها شبه القرآن- لذلك- بالعظائم المفصلة، التي توافق فيها بين الأشكال تارة، وتؤلف بين الأضداد تارة ليكون ذلك أحسن في التنضيد، وأبلغ في الترصيف. وهذه من بدائع الاستعارات..[سورة هود: آية 5] {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (5)} وقوله سبحانه: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ} [5] وهذه استعارة. لأن حقيقة الشيء لا تتأتى في الصدور. والمراد بذلك- واللّه أعلم- أنهم يثنون صدورهم على عداوة اللّه ورسوله، صلّى اللّه عليه وآله. وذلك كما يقول القائل: هذا الأمر في طىّ ضميرى. أي قد اشتمل عليه قلبى. فيكون قوله تعالى: {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} بمنزلة قوله يطوون صدورهم. ولفظ يثنون أعذب استماعا وأحسن مجازا.وقيل أيضا: بل معنى ذلك أن المنافقين كانوا إذا اجتمعوا تخافتوا بينهم في الكلام، وحنوا ظهورهم تطامنا عند الحوار، خوفا من رمق العيون، ومراجم الظنون، لوقوع ما يتفاوضونه في أسماع المسلمين. فإذا انحنت ظهورهم، انثنت صدورهم. فأعلمنا اللّه سبحانه أنهم وإن أغلقوا أبوابهم، وأسدلوا ستورهم، واستغشوا ثيابهم- بمعنى اشتملوا بها، وبمعنى أدخلوا رءوسهم فيها على ما قاله بعضهم- فأنه تعالى يعلم غيب صدورهم، ودخائل قلوبهم، ومرامز أعينهم، ومحاذف ألسنتهم.
|